كان ذلك فى إحدى ليالى الشتاء الباردة المظلمة ، حيث كان المطر ينهمر منذ الصباح و بلا انقطاع . وقد كنت فى طريقى إلى المنزل عندما لمحته واقفاً هناك فى ذلك الركن المظلم من الشارع بجوار عمود الإنارة ؛ ولكن الضوء الخافت الذى يشق سواد الليل كان يرمى بظلال خفيفة على وجهه حتى استطعت بالكاد تبين ملامحه.
أجل لقد عرفته ! إنه هو! أجل هو! ولكن لماذا لا يقترب منى ؟؟ لماذا يقف بعيداً هكذا ؟؟ لماذا لم يأت نهاراً حتى أراه بوضوح ؟؟ لماذا ؟؟ لماذا؟؟
وظلت هذه التساؤلات تتردد فى نفسى، ثم فجأةً وجدته بهتف بى بصوت عميق مجيباً على تساؤلاتى قائلاً لى كلمةً لن أنساها ما حييت : عليك أنت أن تقترب ولكن ! احترس فالطريق طويل وملىء بالصعاب ؛ فكن شجاعاً و اصبر حتى تصل ....
